ملامح التغذية العلاجية

رتبط العلاج بالتغذية ارتباطا وثيقا بالطب الصيني التقليدي كما إنهما تطورا جنبا إلي جنب. فقد أثبت العلاج الصيني بالتغذية فاعلية كبيرة في الممارسة العملية أكثر من دراسات التغذية الحديثة.الأصل المشترك للطعام والدواء تقول المقولة القديمة”أن الطعام و الدواء يشتركان في نفس الأصل أو المنشأ”. لذا فالطب الصيني التقليدي يوضح أن كثيرا من الأطعمة الشائعة يمكن استخدامه كأدوية كما أن هناك أدوية معينة يمكن استخدامها كمواد غذائية. حتى أن في كثير من الأحوال لا يمكن التفريق بين المواد الغذائية و الأدوية. فمعظم الأدوية تستخلص من عناصر غذائية.

 

في حالة الجوع الشديد عندما لا يعطي الطعام يصاب الإنسان ببعض الأعراض الفسيولوجية الطبيعية الحدوث مثل الدوخة و الصداع و العرق و الضعف و سرعة ضربات القلب.و هذا ما يسمي بنقص السكر. و هذا ما يشعر به الإنسان في الأيام الأولي من الصيام.وفي حالة عدم إمداد الطعام لفترات طويلة قد تتحول هذه الظواهر مثل ما يحدث مثلا في أوقات الحروب. و إمداد الطعام بالكم و الكيف الملائم ضروري جدا لمنع الحالات المرضية من الحدوث خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة مثل كبار السن و السيدة الحامل و المرضعة و الأطفال.فهاتان العلاقتان النسبيتان بين الحالات الفسيولوجية الطبيعية والحالات المرضية وجدانية المنشأ لكل من الغذاء و الدواء. كانتا هما الأساس في التغذية العلاجية في الطب الصيني التقليدي. و العلاج بالتغذية يتبع نفس المبدأ مثل العلاج الدوائي الذي يعتمد علي الطبائع الأربعة للغذاء: ساخن، بارد، دافئ، فاتر و الخمس نكهات الطبيعية: حلو، مالح، لاذع، مر، حريف.

 

و يتم التصنيف علي هذا الأساس. في الأمراض الحادة يفضل العلاج الدوائي أو الدوائي و الغذائي معا. وفي الأمراض المزمنة يفضل العلاج بالتغذية الذي حقق نتائج مذهلة. فالعلاج الدوائي رغم سهولته له مضاعفات و أعراض جانبية غير مستحبة. و قد تكون شديدة الأذى للجسم. كل هذا يمكن تجنبه في العلاج التغذوي مهما طالت مدته. و الخلاصة أن التوافق و التناغم بين العلاج الدوائي و التغذوي يقودان غلي الشفاء بإذن الله.

 

نظرية الأعشاب و تطبيقها في اختيار المواد الغذائية

 

لقد ثبتت فاعلية الأعشاب في مقاومة الجراثيم عمليا. لذا فجمعها مع الوجبة الغذائية له أهمية كبري خاصة في أمراض الجهاز الهضمي.

 

حماية طاقة المعدة

 

في الطب الصيني التقليدي تعتبر المعدة والطحال من الأحشاء الهامة جدا في هضم و تخزين الطعام مؤقتا و إمداد الجسم بالمواد الغذائية و الطاقة اللازمة لأداء و وظائفه. هي المفتاح في نجاح العلاج بالتغذية. لذا فالمعدة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند علاج أي نوع من الأمراض. ولهذا يفضل الطعام الملائم للمعدة حسب فصول السنة. و الطعام الخفيف المطبوخ وكذا الوجبات المتعددة الصغيرة بدلا من إملاء المعدة بوجبة واحدة ثقيلة. ومن أهداف العلاج بالتغذية أن تقدم الوجبات في الصورة الجيدة ذات الشكل الجذاب و الطعم المستساغ و الرائحة المقبولة و الألوان المتناغمة مما يثير الشهية للطعام. مع الأخذ في الاعتبار الوقاية الكاملة للمعدة والطحال و الرئتين و الكلي، خاصة لكبار السن.

 

احتياجات الجسم الغذائية

 

يحتاج جسم الإنسان لجميع العناصر الغذائية من الحبوب و الفاكهة و الخضروات واللحوم و العصيدة المصنوعة من جميع أنواع الحبوب لها فائدة كبري في تغذية المعدة و الطحال و تعويض سوائل الجسم المفقودة ومن عملية البناء و الهدم كما تفيد في علاج الإرتشاح أو التورم. و قد كانت الصين هي الأولي في معرفة الأمراض و مسبباتها و علاجها كأنه مثلا عرفت أن السكر علاجه البنكرياس و الجويتر علاجه الغدة الدرقية. كما أنها كانت علي علم أيضا بالأعراض الجانبية في حالة نقص الوظيفة لأي عضو في حالة الجرعات الزائدة أو بطول مدة العلاج. كما ركز الصينيون علي أهمية الأغذية النباتية الطبيعية كأساس للتغذية العلاجية و الحياة اليومية و منها الكمثري و الزعرور البري و البلح الصيني و أبو فروه و القرع العسلي و البطيخ و الخوخ.

 

كما أوضح أن البرتقال و اليوسفي و الليمون الهندي الكبير من انتمائهم لنفس الفصيلة إلا أنهم يختلفون في التأثير و العمل. وجميعهم جيد في تعويض سوائل الجسم و تقليل العطش وإدرار البول و زيادة الشهيه و طرد البلغم. و قشر الليمون هذا وجد له فائدة في مقاومة الالتهابات و التلوث وتأثير مضاد للغزلنة . كما أن له تأثير مماثل للأنسولين في إنقاص نسبة السكر في الدم. و الخلاصة أن العلاج بالتغذية الآن لا يجب أن يقوم علي نظرية الطب الصيني التقليدي وحدها و لكن بالمشاركة مع الطب الحيوي و التغذية العلاجية في نفس الوقت.